تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ هجومها العسكري الواسع على قطاع غزة، مما أدى إلى تدمير مقومات الحياة وإنهاء العمل الإنساني في المنطقة. تشهد محافظة شمال غزة تصعيدًا في القصف عبر الجو والبر والبحر، مع استهداف المنازل ومراكز الإيواء وتجمعات النازحين دون أي إنذار مسبق، مما أسفر عن ارتكاب جرائم قتل جماعي وتدمير واسع للبنية التحتية. تُظهر هذه الهجمات نية الاحتلال المستمرة في مواصلة جريمة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين.
خلال الأيام الثلاثة التي يغطيها التقرير، وثقت مؤسساتنا استشهاد 191 فلسطينيًا، بينهم 9 أطفال و15 امرأة، وإصابة العشرات، نتيجة استهداف 19 تجمعًا سكانيًا و12 منزلاً و5 خيام للنازحين، بالإضافة إلى مركبتين وسوقين شعبيين. وتشير المعطيات إلى وجود العديد من الضحايا تحت الأنقاض، مع صعوبة حصر العدد الدقيق للأطفال والنساء بين الضحايا، مما يعكس حجم الجرائم التي لم نتمكن من توثيقها.
نماذج أساسية للهجمات العسكرية الإسرائيلية:
- استمرار الاحتلال في ارتكاب الفظائع: تشمل عمليات التهجير القسري ونسف المنازل على رؤوس ساكنيها، مما أدى إلى وقوع جرائم قتل جماعي.
- منع طواقم الإسعاف والدفاع المدني: لا تزال الطواقم غير قادرة على العمل في شمال غزة منذ 23 أكتوبر، مما يزيد من معاناة السكان ويعطل عمليات الإنقاذ.
- استخدام التجويع كسلاح: يعيش عشرات الآلاف في شمال غزة خطر الموت جوعًا نتيجة منع إدخال أي مساعدات إنسانية منذ بداية أكتوبر.
- سياسة حرق المنازل ومراكز الإيواء: تستمر القوات في إحراق المنازل ومراكز الإيواء، مما يؤدي إلى فقدان المزيد من الأرواح.
- تكثيف القتل الجماعي: استهداف العائلات ومسحها من السجل المدني، بما في ذلك النازحين في المناطق المعلنة آمنة.
تشير هذه الأحداث إلى نية قوات الاحتلال الإسرائيلية في إخضاع الفلسطينيين لظروف معيشية قاسية، تهدف إلى تدميرهم المادي والمعنوي، في إطار جريمة الإبادة الجماعية المستمرة منذ 7 أكتوبر.
تفاصيل الهجمات خلال الفترة من 28-30 أكتوبر:
- 28 أكتوبر: شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية هجمات على تجمعات سكانية ومنازل، مما أدى إلى استشهاد العديد من المدنيين وإصابة آخرين. شمل ذلك قصف مناطق في بيت لاهيا وجباليا، حيث استهدفت المنازل على رؤوس ساكنيها.
- 29 أكتوبر: استمرت الهجمات في مختلف محافظات غزة، مع تدمير منازل وشهادات جديدة بين المدنيين، بما في ذلك استهداف خيام النازحين ومراكز الإيواء.
- 30 أكتوبر: تصاعدت حدة الهجمات، مع قصف تجمعات سكانية في أسواق مزدحمة، مما أسفر عن سقوط العديد من الشهداء والجرحى.
المواقف الإنسانية والحقوقية:
تجدد مؤسسات حقوق الإنسان تأكيدها على أن استمرار العدوان الإسرائيلي وتجاهل المطالب الدولية بوقف الإبادة الجماعية هو نتيجة الحصانة التي توفرها الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية. كما تطالب المؤسسات المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية وإلزام الاحتلال بوقف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
دعوة للتحرك:
تدعو المؤسسات المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري والفعال لإجبار الاحتلال على وقف الإبادة الجماعية، وفرض هدنة عاجلة في قطاع غزة. كما تطالب المحكمة الجنائية الدولية بتسريع التحقيقات وإصدار مذكرات اعتقال بحق المسؤولين عن ارتكاب هذه الجرائم.
إن الوضع في قطاع غزة يستدعي تدخلاً عاجلاً لحماية المدنيين ووقف الانتهاكات المتكررة التي تهدد حياتهم ومصيرهم.